السبت، 6 يونيو 2015



من فلسفة الحياة 

الحياة هي جل ما نحاول التعايش معها بكل تفاصيلها ، بملذاتها وبآلامها وبأفراحها ونجلس أحيانا لحظات من الوحدة نستذكر فيها الماضي وتمر بنا ذكريات الم فنبتسم ابتسامة صفراء تذكرنا أننا تعدينا ذاك الألم وما زلنا بخير وتمر بنا ذكريات أيام عشنا بها سعداء فتدمع العين حزنا على تلك الأيام ونتمنى ان تعود .
هي الحياة نفسها وذاتها وهي الحاضر الذي نعيشه بحزنه وألمه وسعادته وأفراحه وقد قضينا العمر نبحث عن فلسفة الحياة ونبحث عن حياة الوجود في أللاوجود ونعيش الوجود من الموجود فنبني لأنفسنا سعادة من وهم وزيف ونحاول إقناع أنفسنا بأننا حقا سعداء ونمسح من داخلنا الألم محاولين إرضاء النفس التي نحاول ان نعبر بها إلى المستقبل متجاهلين بعض الحاضر وفاقدين أجزاء الماضي .
أحيانا نمسك القلم لنكتب عن مكنونات القلب فترتعش الأيدي ويرفض القلم ويأبى ألكتابه فالقلم يحزن والأوراق تذرف الدمع فما في القلب لا يكتب ونعود مجددا لتحكيم العقل وإقناع أنفسنا بأننا بخير ونستمر في الكتابة ونخدع أنفسنا ونخدع قلوبنا فلا نكتب ما تحتوي ولا نكتب مشاعرنا والأحاسيس التي نعيشها لأنها أصبحت شيء من العدم فالموجود مفقود والمفقود نحاول ترويجه من خلال الورقة والقلم .
إنها الحياة ، إنها النفس ، إنها الروح .
هي ثلاثة أشياء تحكمنا نبتسم للحياة من قهر إذا ما أثقلت فوق كاهلنا العناء ونبكي إذا مرت النفس بلحظات سعادة وتشكو الروح من هذا وذاك وأين نحن من هذا القدر وأين قدراتنا ، فما أضعفنا حين نشكو وما أضعفنا حين نبتسم .
نتظاهر بالقوة وبالجبروت وبأننا أقوى من كل هذا وإننا نحكم الروح والنفس والحياة وإننا نتحكم في عواطفنا وإننا نملك اللاموجود ولكننا في سر أنفسنا نبقى الضعفاء الذين تروج لهم الدنيا متاعها فكل من جانبه .
لن تطول بنا الحياة وإننا زائلون لا محالة فهل يبقى الحب وهل تبقى الأحزان ؟ بالتأكيد كلها ستزول بزوالنا وسيزول معنا كل ما أحببناه وكل أبكانا وستبقى الدموع للأبد في مجاريها والحب لا يبلغ الحناجر وتنتهي قصتنا وتبقى الحياة .